{يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشفاعة إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن} محل من رفع على البدل من {الشفاعة} بتقدير حذف المضاف أي لا تنفع الشفاعة إلا شفاعة من أذن له الرحمن أي أذن للشافع في الشفاعة {وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً} أي رضي قولاً لأجله بأن يكون المشفوع له مسلماً أو نصب على أنه مفعول {تَنفَعُ} {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} أي يعلم ما تقدمهم من الأحوال وما يستقبلونه {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} أي بما أحاط به علم الله فيرجع الضمير إلى (ما) أو يرجع الضمير إلى الله لأنه تعالى ليس بمحاط به {وَعَنَتِ} خضعت وذلت ومنه قيل للأسير: عانٍ {الوجوه} أي أصحابها {لِلْحَىّ} الذي لا يموت وكل حياة يتعقبها الموت فهي كأن لم تكن {القيوم} الدائم القائم على كل نفس بما كسبت أو القائم بتدبير الخلق {وَقَدْ خَابَ} يئس من رحمة الله {مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} من حمل إلى موقف القيامة شركاً لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه ولا ظلم أشد من جعل المخلوق شريك من خلقه {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالحات} الصالحات الطاعات {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} مصدق بما جاء به محمد عليه السلام، وفيه دليل أنه يستحق اسم الإيمان بدون الأعمال الصالحة وأن الإيمان شرط قبولها {فَلاَ يَخَافُ} أي فهو لا يخاف {فَلاَ يخف} على النهي: مكي {ظُلْماً} أن يزداد في سيئاته {وَلاَ هَضْماً} ولا ينقص من حسناته وأصل الهضم النقص والكسر.